samedi 21 mai 2011

دقت الساعة

لا غرابة أن ينجز الشعب التونسي بجميع شرائحه ثورة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية اشرأبت لها أعناق كل من يطمح إلى الإنعتاق والحرية والعيش الكريم. كيف لا والحال أن شعبنا  تمتد جذوره  إلى جمهورية قرطاج ودستور عهد الأمان..... فذكاء نخبه وحس  شبابه المرهف ألهم الإنسانية عبر التاريخ  ففي تونس ترعرع ابن خلدون وتفتحت موهبة أبو القاسم الشابي وأصدع الحداد بحقوق المرأة وبني محمد علي وغيره أسس الحركة النقابية الوطنية.
شعبنا اليوم يمر بفترة مفصلية في تاريخه فهو قريب جدا من تركيز أسس دولة  ديمقراطية  لو تظافرت جهود أبنائه. 
فنحن اليوم أمام مثلث تتكون أضلاعه من: العدالة – التنمية – الأمن وسأحاول توصيف هذه الأضلاع في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها بلادنا علّني أفيد القارئ.

  1. الضلع الأول هو المرفق القضائي حيث لا يختلف اثنان أن العدل أساس العمران فأداء المرفق القضائي في هذه الفترة وبالسرعة المطلوبة هو الضامن الوحيد للمضي قدما في تركيز أسس الجمهورية التي يطمح شعبنا لبنائها وسيكون معيارا لجميع شركائنا الاقتصاديين في تحديد علاقاتهم  معنا في الحاضر والمستقبل كما سيكون دافعا للمستثمرين في الخروج من حالة الانكماش والانتظار إلى جانب طمأنة شبابنا أن ثورته لن تسرق منه.....
  2. الضلع الثاني وهو المؤسسة الأمنية التي اضطرب أدائها في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها بلادنا ولإرجاع الأمور إلى نصابها وجب إعادة صياغة دورها على أساس أمن ديمقراطي, وذلك يمر حتما بـــ :
  •  تغيير عقيدة المؤسسة الأمنية على أساس أنها في خدمة وطن وليس في خدمة أشخاص مهما كانت مواقعهم.
  • رسكلة أعوان الأمن على أساس أنهم شركاء في تنمية البلاد وتركيز أسس الدولة الديمقراطية.
  • تطهير المؤسسة الأمنية من العناصر الفاسدة.
  • استرجاع ثقة المواطن في المؤسسة الأمنية وذلك عبر إقناعه لا إخضاعه
  • 3.الضلع الثالث وهو التنمية بجميع تفرعاتها بما تعنيه من حقوق اقتصادية واجتماعية وسياسية. وهذا الضلع هو قاعدة الهرم ويحتم علينا أن نوليه أهمية كبرى في تحليلنا. 
  • دور السلطة التنفيذية التي  يتطلب منها الظرف التعاطي مع مشاغل المواطنين بكل شفافية ومصارحتهم بكل صدق وشرح الأولويات دون مواربة.
  • دور الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وتأمين الانتقال الديمقراطي فهي عصب المرحلة  من حيث تحملها مسؤولية الإعداد الأمثل للمرحلة المقبلة وبأوسع وفاق ممكن 
  • دور الأحزاب الذي يقوم على تأطير المواطنين وشرح الأولويات لهم والسعي إلى تحصين المجتمع من جميع الأمراض الإجتماعية كالعروشية والجهويات الضيقة  وتجنيد المواطنين حول المشروع المجتمعي الذي تطمح له جل التشكيلات الحزبية. 
  • دور المنطمات ينقسم هذا الدور إلى جزأين كل حسب اختصاصه, فالمنطمات النقابية موكول لها ترشيد المطلب النقابي بجميع جوانبه  و إعادة صياغة دورها بما يتلاءم مع المرحلة أما الجمعيات الحقوقية فموكول لها الارتقاء بوعي المواطنين وصون حقوقهم العامة والفردية  والتصدي الفاعل لكل التجاوزات مهما كان مصدرها.
  • دون أن ننسى الدور المحوري للإعلام الذي يتحتم عليه أن يتبنى خطا وطنيا يسعى  لخدمة تونس لا لخدمة الأشخاص والإسهام في تشكيل رأي عام يدافع  عن حق الاختلاف مع مراعاة الثوابت الوطنية. 
  • أما الجمعيات الثقافية والتنموية يعهد لها إبراز خاصيات الجهات الإيجابية والسلبية وعرض الحلول لمعالجة السلبيات وكذلك تقديم المقترحات لتدعيم الإيجابيات إلى جانب تدريب المواطن على ممارسة الديمقراطية المحلية.
وفي الختام أعتقد جازما أنه يتعين على  كل منا مهما كان موقعه أن ينأى بنفسه عن منطق الربح والخسارة ويسعى أولا وبالذات إلى إرضاء ضميره وتغليب المصلحة العامة على  المصلحة الخاصة وهي الطريق المؤدية بنا جميعا إلى شاطئ الأمان. 

                                                                 عــلي بن الصادق عمار

vendredi 13 mai 2011

جمعية التنمية الإقتصادية والإجتماعية بولاية قفصة تستقبل ممثلين عن المنظمة العالمية للتغذية والزراعة بتونس

في إطار مشروع التشغيل الشباب والهجرة الذي انطلق منذ سنة 2009 بولايات قفصة، الكاف،وتونس الكبرى اثر الإحتجاجات الإجتماعية والسياسية بالحوض المنجمي استقبل أعضاء هيئة جمعية التنمية الإقتصادية والإجتماعية بولاية قفصة موفدي المنظمة العالمية للتغذية والزراعة FAO للتنسيق في تنظيم ملتقى جهوي لدعم الإستثمار والمبادرة الخاصة في مجال التربية الحيوانية أيام 24 و25 ماي 2011 (أنظر البرنامج).
للتأكيد فقد سجلت مؤاخذات عدة على برامج الأمم المتحدة خاصة فيما تعلق بمركزية القرارات التي غالبا ما تبتعد على الخاصيات الحقيقية للجهات وتحيد على تلبية غاياتها وأهدافها في التقدير والإنجاز والمتابعة.

samedi 7 mai 2011

أهم الإشكاليات العقارية في الأراضي الإشتراكية بولاية قفصة والحلول المقترحة

تغطي الأراضي الإشتراكية الغير مصفاة بولاية قفصة مساحة تقدر بحوالي 74226هكتار وهي تمثل حوالي 10% من جملة المساحة العامة بالولاية. وهي عقارات راجعة إلى المجموعات التي تتصرف فيها حسب الشروط التي ضبطها التشريع الخاص بالأراضي الإشتراكية الذي أعطى لمجالس صلاحيات التحديد والتحكيم في مختلف النزاعات المتعلقة بها و إسنادها على وجه الملكية الخاصة لفائدة الأفراد المتصرفين فيها تحت إشراف مجالس الوصاية المحلية والهوية ووزارة أملاك الدولة والشؤون العقارية .

تهدف أعمال التصفية العقارية للأراضي الإشتراكية إلى القضاء على نظام الإشتراك الذي يعرقل حسن إستغلال تلك الإراضي و إقرار نظام ملكية خاصة تمكن مستغليها من رسوم ملكية تخول لهم التعامل مع المؤسسات البنكية للحصول على قروض و منح فلاحية . ويتضح من الجداول المرافقة لها أن عملية التصفية قد قطعت شوطا مهما خاصة إذا إعتبرنا أن المساحات المخصصة للمرعى و المقدرة بــــــــ : 70684 هك و المفوت فيها للمصلحة العامة 5126 هك و الأخرى المسندة على وجه الملكية الخاصة التي تمسح 272642 هك حيث تصبح الإراضي التي فقدت صبغتها الإشتراكية 348452 هك من جملة 422678 هك ، بالتالي فإن نسبة التصفية أصبحت تفوق 82 %.

1 ) الأراضي الأشتراكية الصالحة للمرعى 
تمسح الأراضي المخصصة للمرعى حوالي 70684 هك أخضع منها 54131 هك لنظام الغابات بمقتضى قرارات صادرة عن السيد وزير الفلاحة و البيئة و الموارد المائية .
و عملا بأحكام المرسوم عدد 5 لسنة 1974 المؤرخ في 9 أوت 1974 المتعلق بإصدار مجلة الغابات المصادق عليه بالقانون عدد 81 لسنة 1974 المؤرخ في 11 ديسمبر 1974 فإن الأراضي التي لم تشملها بعد عملية التحديد هي من مشمولات اللجنة الحهوية لتحديد المراعي التي ضبطها المراعي التي ضبطها المرسوم الآنف الذكر وتتمثل أعمالها في التحول على عين المكان قصد تحديد أراضي المرعى المذكورة و إعداد محضر في شأنها يحال على وزارة الفلاحة والبيئة و الموارد االمائية قصد إخضاعها لنظام الغابات .

2) الأراضي الإشتراكية المفوت فيها للمصلحة العامة و الأخرى الواقعة داخل أمثلة التهيئة  العمرانية لبعض الجماعات العمومية المحلية : 
تبلغ مساحة الأراضي الإشتراكية المفوت فيها لفائدة المصلحة العامة من قبل بعض المجموعات حوالي 5126هك في جزء منها لفائدة بعض المؤسسات العمومية و الجزء الآخر يقع داخل أمثلة التهيئة العمرانية لبعض البلديات أو تجمعات سكينة ريفية فوت فيها لفائدة الفاائدة المجلس الجهوي بقفصة و ذلك وفق أحكام الفصل الخامس من القانون عدد 28 لسنة 1964 المتعلق بضبط النظام الأساسي للأراضي الأشتراكية ( والقوانين المنقحة والمتممة له ) .

3) العراقيل و الصعوبات
  1. عدم حرص مجالس التصرف على تصفية ما تبقى من أراضي إشتراكية راجعة لها بالنظر، و يرجع ذلك إما لعدم معرفة مدى صلاحيتها التي منحها لها القانون المتعلق بضبط النظام الأساسي للأراضي الإشتراكية أو عدم مقدرتها على حسم النزاعات الحوزية بين مختلف الأفراد و المجموعات خلال الأعمال التحضيرية لإعداد ملفات الإسناد.
  2. وجود بعض الخلافات بين بعض المجموعات فيما يتعلق بإقامة الحدود الفاصلة بين الأراضي الإشتراكية الراجعة لكل مجموعة حسب ما هو مبين في محضر التحديد المؤرخ في 25 ماي 1902  المصادق عليه بالأمر المؤرخ في 30  جوان 1905 و كمثال على ذلك الخلاف الحاصل بين مجموعتي القفاصة و أولاد جدلة بمنطقة العقيلة من معتمدية قفصة الجنوبية الأمر الذي أدى إلى تعطيل تصفية مساحات شاسعة من الأراضي الإشتراكية.
  3. عدم جدية مجالس التصرف لممارسةى صلاحيتها الممنوحة لها بالقانون الضابط للنظام الأـساسي للأراضي الإشتراكية فيما يتعلق بالتحديد و التحكم في الأراضي الإشتراكية المتنازع بشأنها.
  4. المراعي الجماعية التابعة لمختلف المجموعات و الخاضعة لنظام الغابات بمقتضى قرارات إخضاع صادرة عن السيد وزير الفلاحة و البيئة و الموارد المائية، غالبا ما يقع الإعتداء عليها بالإستغلال من قبل بعض الأفراد و المجموعات و ذلك بأنشطة مخالفة للوظيفة الأصلية المخصصة لها  و ذلك إما بالغراسة أو الحراثة أو حتى بالإنتصاب من خلال مباني عشوائية.
  5. وجود بعض مجالس التصرف التي إنتهت مدتها النيابية و المحددة بخمس سنوات و لم يتسنى بعد إعادة تشكيلها و ذلك راجع بالأساس إلى حدة الخلافات بين الفرق المكونة لها حسب الشخصية المدنية، الأمر الذي تسبب في عدم وجود هيئة قانونية منتخبة تباشر عمليات الإشراف على الأراضي الإشتراكية الراجعة لها  بالنظر و ذلك إما بالتحكم أو التصفية و كمثال على ذلك مجلس تصرف مجموعة أولاد تليجان الذي إنتهت مدته النيابية منذ سنة 1995 و لم يقع تجديده برغم وجود ملفات إسناد تم إعدادها سابقا و أرجعت من وزارة أملاك الدولة و الشؤون العقارية قصد إعدادها من جديد بالطريقة العادية (إعداد أمثلة).
  6. إفتقاد دائرة الشؤون العقارية بقفصة إلى وسائل العمل الضرورية أساسا في وسائل النقل الممكنة و العون المختص في القيس و آلات الرفع الطبوغرافي.
  7. وجود بعض المدن كالمظيلة و أم العرائس و التجمعات السكنية الريفية  داخلة في أمثلة التهيئة العمرانية و لم يقع تسوية وضعيتها العقارية بالتفويت فيها لفائدة البلديات المعنية أو المجلس الجهوي بالنسبة للمناطق الريفية،و يرجع ذلك أساسا إلى عدم إعادة تشكيل مجالس التصرف ذات الصلة = أولاد شريط و أولاد تليجان بالمظيلة) للبت في الموضوع و ( أولاد ناصر بأم العرائس) نظرا لعدم موافقة هذا المجلس على إتمام عملية التفويت برغم وجود سابق إلى سنة 1984 .
4) الإقتراحــــات
  1. العمل على تفعيل دور مجالس التصرف و حثهم لإعطاء أولوية مطلقة لتصفية ما تبقى من أراضي إشتراكية ووضع برنامج سنوي في المساحات التي يمكن إسنادها و القيام بمتابعة دورية حتى يتسنى تجاوز الإشكاليات التي يمكن أن تحول دون إنجاز المطلوب.
  2. تشكيل لجنة جهوية تتركب من المصالح الفنية لدائرة الشؤون العقارية و دائرة ديوان قيس الأراضي و رسم الخرائط و المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية و مجالس التصرف المعنية تحت إشراف السادة المعتمدين المختصة ترابيا تهدف إلى إعادة توضيح الحدود المتازع بشأنها بين مختلف المجموعات حتى يمكن برمجة تلك الأراضي ضمن رزنامة التصفية لكل  مجموعة.
  3.  نظرا لأن مختلف النزاعات المتعلقة بالأراضي الإشتراكية المنشورة لدى محاكم الحق العام يقع رفضها آليا نظرا لعدم الإختصاص و لا يمكن حسمها إلا بالرجوع إلى  القانون الظابط لنظام الأساسي للأراضي الإشتراكية و الذي ينص على أنه " تعرض النزاعات العقارية المتعلقة باللإنتفاع أو بما تشمله الأراضي الإشتراكية على مجالس التصرف و مجالس الوصاية المحلية و مجالس الوصاية الجهوية المشتركة التي تنظر و تحكم فيها كل حسب صلاحيتها " ( الفصل 10 جديد) من القانون عدد  44 لسنة 1992 المؤرخ فـــــــــي 4 ماي 1992 . لذا دعوة مجالس التصرف أن تباشر عمليات التحكم في مختلف النزاعات القائمة و إحالة نتائج أعمالها لبقية الهيئات للتحري و المصادقة. علما و أن القرارات الصادرة عنها و ذات صبغة تنفيذية.
  4.  دعوة المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقفصة إلى مزيد إحكام المراقبة للمراعي الجماعية الخاضعة لنظام  الغابات و إصدار قرارت زجرية ضد المخالفين مع دعوة اللجنة الجهوية لتحديد أراضي المراعي بولاية قفصة إلى إستكمال إخضاع ما تبقى من مراعي لنظام الغابات و هي الأرضي الإشتراكية الغير قابلة للإحياء حتى يمكن حمايتها و منع إستئثار البعض بإستغلالها دون صفة قانونية.
  5.  الإسراع بتشكيل مجالس التصرف المنتهية مدتها و ذلك تحت إشراف السادة المعتمدين المعنيين حتى تكون مؤهلة للبت في الملفات ذات الصلة بالأراضي الإشتراكية.
  6. دعم دائرة الشؤون العقارية بالوسائل المادية و البشرية حتى تتمكن من إنجاز الملفات الفنية الخاصة بالأراضي المزمع إسنادها على وجه الملكية الخاصة.
فــوزي شكري 
 المـديرالجهوي للوكـالة العقارية الفلاحية للجنوب الغربي