العصبيات القبلية ما تلبث أن تخبو حتى تطفو من جديد. ظاهرة يراد لها أن تثار متى دعت الحاجة خدمة لمصالح فأوية تتعارض دائما مع منطق المصلحة العامة. استعملها الاستعمار والأنظمة السلطوية, وإستعملتها الانتهازية لتركبها مطية في المناسبات الانتخابية تكريسا لإحتكار النفوذ والقرار السياسي والإقتصادي.
من يحرك النعرات القبلية يعلم حتما أثارها المدمرة والمعطلة لكل مشروع تنموي كان الحال كذلك في جنوب إفريقيا و إفريقيا جنوب الصحراء ,في العراق ,في لبنان ,في اليمن ,في مصر ......
في تونس إستعملها النظام السابق في بداية عهده (حين خاطب مواطني ولاية سليانة بيا أحرار أولاد عيار ) وكرسها عبر ممارساته في كل المناسبات ,نافيا صفة المواطنة الداعمة للحمة المجتمعية ومكرسا لمنطق الجهة والقبيلة لشراء الولاءات.
نرى اليوم المشهد يتكرر في تونس في عديد الجهات, وأشد منه حدة في منطقة قفصة حيث إنطلقت بداية في معتمدية السند ثم المتلوي وأم العرائس والمظيلة. وحتى لا أتهم أطراف بعينها سببا في هذه الإضطرابات سأكتفي بتعداد آثارها السلبية:
- الأثار السياسية
- ضرب أي مشروع سياسي قائم على أي خلفية إيديولوجية أو دينية كانت
- إلغاء الإنتماء الحزبي لفائدة الإنتماء للقبيلة
- إستغلال المناسبات الإنتخابية القادمة وتوظيفها للمصالح الخاصة والمحافظة على امتيازات العهد السابق بتغليب المرجعية القبلية عن مشروعية برامج الأحزاب
- الآثار الإجتماعية
- تغليب منطق الطائفية والقبلية عن منطق الكفاءة والاختصاص
- تهميش الفئات المجتمعية وخاصة الشباب عن مشاغله الحقيقية المتعلقة باستحقاقات العمل والتعليم
- تكريس التفرقة والإضطرابات المتواصلة المعطلة لكل مشروع تنموي إستراتيجي يستوجب اجتماع إرادة الجميع في صياغته وتنفيذه ومراقبة إنجازه
- الأثار الإقتصادية:
- رسم صورة سلبية للجهة تأثر في قرارات المستثمرين
- عدم القدرة على صياغة إستراتيجية توافقية للتنمية تأخذ بالإعتبار خصوصيات المعتمديات ومواردها
- تعطيل الموارد( إنخفاض أداء اليد العاملة ،تراجع أداء المؤسسات)
- تفويت فرص الإستثمار (إثارة المشاكل العقارية وما يتبعه من صعوبة التمويل وإنعدام الضمانات)
- إنخفاض أداء عناصر الإنتاج وتنافسيتها : تعطل المصالح الإدارية و المالية و تدهورالبني التحتية
- عودة الفساد المؤسسي والإداري وما يتبعه من تراجع الشفافية والمراقبة والمحاسبة و ما ينجر عنه من تفويت الفرص و إهدارها وتحويل المال العام وتعطيل المصالح .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire